مبادرة إنسانية للهيئة الصحية الإسلامية عبر تأمين 90 جهاز تنفس إصطناعي و350 عبوة أكسيجين
علي محمد عميص
” أصبحنا نتمنى الهواء، حتى الأكسيجين إنقطع عنا في هذا البلد” هذه العبارات التي بات يرددها مرضى الكورونا في لبنان بعد ما وصل فيه حال القطاع الصحي إلى مراحل متقدمة إستوجبت إقفال البلد بشكل تام لعل الجسم التمريضي يستعيد عافيته في مواجهة هذا الوباء.
ليس الأكسيجين وحده ما يصعب على المواطن تأمينه بل حتى أبسط الأمور الإستشفائية ولائحة طويلة من الأعباء التي أصبحت ترهق كاهل المواطن والدولة ناهيك عن تزايد حالات الوفاة والاوضاع الإقتصادية الصعبة التي فاقمت الأزمة.
أزمة الأكسيجين
برزت مشكلة إنقطاع أجهزة التنفس الإصطناعي والأكسيجين مع إستفحال وباء الكورونا وإنتشاره بشكل عشوائي مما دفع بالمواطنين إلى التهافت على شراء تلك الأجهزة وتخزينها وهذا ما رفع سعر الجهاز من 500 دولار إلى حوالي 1500 دولار أمريكي بحيث أصبح شرائه في ظل أزمة الدولار يقتصر على الميسورين إن إستطاعوا تأمينه نظراً لفقدانه من الأسواق ترافق ذلك مع مشاهد صادمة من أروقة ومواقف السيارات في المستشفيات بحيث يتم معالجة المرضى بشكل مؤقت ريثما يستعيدون عافيتهم ويستكملون علاجهم في المنازل.
مبادرة الهيئة
هذه الأمور دفعت الهيئة الصحية الإسلامية إلى أخذ زمام المبادرة عبر شراء أجهزة وعبوات أكسيجين من أجل وضعها في خدمة مرضى الكورونا والتخفيف عن كاهل الجسم الطبي والمستشفيات وفي هذا الخصوص يقول السيد “حسين علي بركات” معاون مدير منطقة الجنوب الثانية في الدفاع المدني – الهيئة الصحية الإسلامية بأنه بعد إزدياد حالات الضغط على المستشفيات والمراكز الصحية التي تستقبل حالات الكورونا قمنا بتشكيل خلايا أزمة وفرق إستجابة سريعة في قرى منطقة البقاع الغربي وإقليم التفاح ومنطقة النبطية، صيدا والزهراني، حيث كانت المهمة الأولى في متابعة حالات الكورونا داخل المنازل بشكل مبدئي فقمنا بجهود الدفاع المدني وفاعلي الخير بشراء 350 عبوة أكسيجين و90 جهاز تنفس، وتم وضعها في خدمة أهلنا في تلك المناطق.
وختم سهلنا عملية التواصل عبر المندوبين واللجان بحيث أصبحت هذه التجهيزات متوفرة للمرضى الذين يعانون من عوارض خفيفة ويمكن متابعة حالتهم في المنازل عبر أطباء مختصين وإعارتهم الأجهزة، مما خفف بشكل كبير الأعباء والضغط على المستشفيات وهذا ما لمسنا فيه إرتياح كبير لدى المواطنين.
من الواضح أن تظافر الجهود والمبادرات المجتمعية سدت الفراغ الذي لحق بالقطاع الصحي، بعد هذا الوباء الذي لا يفرق بين كبير وصغير وأصبح المواطن يتشارك الهم والجهد من أجل إجتياز هذه المرحلة الخطيرة والمصيرية.