رضا الموسوي مستشار وزير الصحة الدكتور حمد حسن يوجه رسالة مؤثرة لمعاليه
جانب معالي وزير الصحة الدكتور حمد حسن المحترم،
أما وقد أعلنت الحكومة استقالتها، اسمح لي أن أفصح عن ما رأيته فيك ومنك ومعك خلال ستة أشهر ونيْف خبرتك فيها عن قرب..
إنها لتجربة فريدة أن يكون المرءُ مستشارًا إعلاميًا لوزير .. أما أن يكون ذاك الوزير هو أنت فتلك خبرة ذهبية وامتياز استثنائي وتوفيق رباني.. كيف وأنّي بذلك كنتُ كتفًا أحمل تكليفا عن رجلٍ احتضن الوطن كله بين ذراعيه فضمه إلى قلبه وأسكنه عقله..
لن أتحدث عن حكمتك في مواجهة الوباء، وتسديد الله لك في ذلك، ولطفه بأهل هذا الوطن، حين جعلك في موقع القرار، وألبسك ثوب ثقة الناس واطمئنانهم، فطوّع لك قلوبهم كطبيبهم الذي يعلم كيف يشخص ويداوي..
بل سأذكر الجولات التي رافقتك فيها، والتي كانت تبدأ مع ساعات الصباح الأولى ولا تنتهي الا بُعَيْد غروب الشمس. تفقدْتَ فيها شمال لبنان الشّذيّ وبقاعه السّخيّ وجنوبه الأبيّ وساحله الدّرّيّ.. جُلتَه من أقصاه إلى أقصاه وعينك على مستشفياته الحكومية التي ما وضعها أحد قبلك في أولوياته كما وضعتَها أنت.. كنت لها الطبيب، أسقيتَها إكسير الحياة التي كادت أن تولي منها، وأحييت فيها النبض الذي تهالك من فرط الإجحاف والإهمال..
وخلال تلك الجولات كم من مرة لاحظتُك وقد أسندْتَ رأسك إلى نافذة السيارة وأغلقت عينيك سائلاً النوم دقائق معدودة سلبها حسُّك المسؤول حلاوتَها حين نامت كل العيون..
ومع ذلك لم نرَك إلا حيويا نشيطا بل كنت تمد جميع من حولك بالنشاط والإيجابية، حتى أن ساعة الصيام الأخيرة من أيام شهر رمضان تشهد أننا كنا معك نسابق دقائقها لإنجاز العمل قبل أن يصيح بنا الإفطار أن كُفُّوا، أعتقوا مكاتبكم وأوراقكم، فغدًا يومٌ آخر تشخص له روح العمل المتفاني.
ستة أشهر ونيْف رأيتُ فيها عزمك القوي، إرادتَك الصلبة، تفانيك المتميز، رصانتَك المعهودة، قرارَك المسؤول، وتصميمك في المواجهة، لم تسمح بوجودك للعقبات أن تحمل معناها، ولم تعط روح المحارب التي فيك استراحة، وأعلم أنك لن تكون يوما ألا كما شهدتُك، فأنت لن تأذن لرحالك أن تحط عن سفينة العمل وستظل طموحا للأفضل.
بإعلان الحكومة استقالتها، أحببتُ أن أتراجع مربعا لأرى صورةً أوسع، وحين رأيتُها ابتسمتُ وقررتُ أن أبعث لك كلمات أحييك فيها لما خبرته معك في “ستة أشهر ونيف” خلت ولا نعلم ماذا يخبئ لنا القادم من الأيام ولكن أمل الناس كبير جدا بعودتكم. دُمت معاليك في رعاية الله وحفظه.
مستشارك
رضا الموسوي