أخبار النبطية

الشيخ صادق في خطبة الجمعة تطرق إلى موضوع الزراعة وصرف أعداد كبيرة من المعلمين في النبطية !

الشيخ صادق في خطبة الجمعة: إن سواعدنا إن زرعت ستقوى ولن تمتد مرتجفةً الى أعطيات المانحين.. لكن الأمر يحتاج الى إرادة حكومية تتبناه.

استهل إمام النبطية خطبة الجمعة بالتعريض بالصحيفة التي تطاولت على المرجع الأعلى سماحة السيد السيساتني معتبراً أنها : ” محاولةٌ تافهة للنيل من شخصية فذة تَسالم العالم الاسلامي والعربي فضلاً عن العراق برمته على سموّ قَدْرهِ ومنزلته ورُقيّ أخلاقه وشجاعته الوطنيةٍ التي دللت عليها فتواه التاريخية التي صدّت جحافل الإرهاب. وأضاف: ” ليتنا رأينا هذه الصحيفة أو مثيلاتها تعلّق ولو بكلمةٍ على المشهد المخزي للرجلٍ الخليجي الذي ظهر على شاشات التلفزة يتجول بوقاحةٍ في شوارع القدس الأسيرة بزيّه العربي يواكبهُ رجال الأمن الصهاينة! صورةٌ يندى لها الجبين لن يمحوها التاريخ دنّست الزيّ الذي يلبسه وما يرمز إليه!”
وفي الشأن الداخلي اعتبر أن التوجّه الى الزراعة والصناعة الوطنية وتشجيعها: ” أمرٌ ضروري وبابٌ واسعٌ للخروج من أزمتنا.. وهو إجراء استراتيجي يعزّز سيادتنا واستقلالنا، وإن سواعدنا إن زرعت ستقوى ولن تمتد مرتجفةً الى أعطيات المانحين.. نحن أبناء البيادر وحقول القمح وشتلة التبغ وكروم التين والزيتون ولطالما عزفت معاولنا على أوتار التراب أناشيد الأصالة وحب الارض” لكنه اعتبر: ” أن التوجّه نحو الإنتاج ليس مسؤولية الشعب وحده بل يحتاج الى سياسة إقتصاديةٍ جادة لاتزال غائبة كلياً منذ زمنٍ طويل والى إرادةٍ حكومية تؤمن به وتدعمهُ وتحفّزعلى تنفيذه من شراء المواد الأولية الى إقامة السدود لحفظ المياه السخية المهدورة وتنفيذ مشاريع الريّ للمزروعات وتأمين البذور والشتول والمبيدات للمزارعين وتوعيةٍ وترشيدٍ وغيرها.” وأضاف : ” إن الخطوة الأولى الجادة على طريق التأسيس للإقتصاد الإنتاجي الذي يحصّن البلاد من الإهتزازات الإقتصادية القاتلة هو ما هتف به الشعب ووعدت به الحكومة وورقتها الإصلاحية: إعادة المال المنهوب لتسخيره في هذه المهمّة الإستراتيجية الرائدة. إذن ستدبّ الحياة في جسم وطننا المعتقل ولن يطول به الزمن ليتجاوز محنته الحالية ويقف عزيزاً رافع الرأس في الساحة الإقليمية يمدّ يد المصافحة للأشقاء والأصدقاء لا يد الإستعطاف المُذِل وطلب القروض التي قد تضيع في جيوب المحاصصين الكرام.”
وعن الوضع الصحي تطرق سماحته الى القفزة المفاجئة لأعداد المصابين بفيروس كورونا في لبنان معتبراً أنه: ” مؤشرٌ خطير يُنذر بعواقب وخيمةٍ تُعيدنا الى نقطة الصفر وتضيّع كل الجهود التي بُذلت على مدى الشهور الماضية وتهدد بإعادة إغلاق البلد الذي لا يحتمل اقتصاده المتداعي هكذا أمر على الإطلاق.” داعياً المواطنين وبالخصوص المغتربين الوافدين الى: ” تحمّل مسؤوليتهم الوطنية والأخلاقية وواجبهم الديني بالتزامهم اجراءات الوقاية والحجر، معتبرأً أن على الدولة التشدد بإجراءاتها وعدم الإتكال بالكامل على الرادع الشخصي للمغترب الوافد.”
وعلى مستوى المدينة ومنطقتها تطرق سماحته الى موضوع صرف المعلمين من المدارس فقال: ” لقد رأينا مؤخراً مدارسَ قامت بصرف أعدادٍ من اساتذتها وبعضها صرف أعداداً كبيرة بسبب الضائقة الإقتصادية. لعلّ الظروف المالية التي تمرّ بها تلك المدارس تبرّر هذا الإجراء، لكن مع قليلٍ من التأمل، سيما ما يخص المدارس التابعة لجهاتٍ خيرية ومؤسساتٍ دينية ، نرى بأن عنوانها الخيري وقيمها الدينية ورسالتها التربوية الوطنية، تدعوها لمراجعة قرارات الصرف هذه والبحث عن حلولٍ لإعادة الأساتذة الى مدارسهم التي أحبوها وخدموها ردحاً من الزمن وعدم تركهم وحيدين فجأة في محنةٍ معيشية خانقة. إن هذه المؤسسات الكريمة، نقدّر أنها، استطاعت على مرّ السنين الماضية تحصيل أرباحٍ مُرضية إن لم تكن عالية لصالح مقاصدها الخيرية، فبمحبةٍ نسأل لماذا لا تبادر هذه المؤسسات الى الإستعانة بشيء من الأرباح لتدارك هذه المسألة ولمّ شمل الأسرة التعليمية والطلاب؟ إنه موردٌ واضحٌ من موارد الخير وفيه من معاني الوفاء والتكافل الشيء الكثير.. ربما أمكن لهذه المؤسسات إنجاز هذا العمل المناقبي عبر تخصيص صندوق خيري لمساعدة طلاب الأُسر المتعثرة مالياً بمنحٍ مدرسية تشبه منح المتفوقين فتحافظ ـ إجمالاً ـ على أعداد تلامذتها ولا تحتاج للإستغناء عن معلّميها الذين بدورهم قد يتنازلون وبطيبِ خاطرٍ عن جزءٍ من رواتبهم المعهودة حبّاً بمدارسهم ومهنتهم الرسالية وتُعيد بذلك الارتباط الودي معهم.”
وفي هذا الإطار اعتبر سماحته أن: ” أي ردّات فعل يقوم بها الأساتذة الاعزاء المصروفون يجب أن تأتي تحت سقف النظام والآداب العامة والقيم الإجتماعية والدينية التي نلتزمها وبما يحافظ على لحمةِ مجتمعنا ووجه مدينتنا التعايشي، غير متنكرين للدور التربوي الهام الذي قامت وتقوم به تلك المدارس تجاه أجيالنا. “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى