ثقافة وفن

أيها اللبنانييون تعلموا من الشعب التركي ليموت الدولار

قصة حقيقية يرويها أحد الأصدقاء لموقع Nabatieh.TV

السلام عليكم تعود هذه القصة للعام 2018 وتحديدا شهر آب اغسطس.
في هذا الشهر كنت في مدينة اسطنبول التركية وكانت الخلافات على اوجها بين تركيا من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وبعض من يتحالف معها في المنطقة العربية من جهة اخرى (السعودية والامارات).
في بداية النصف الاول من الشهر واذكر كان يوم الاربعاء وكنت وقتها في منطقة الفاتح وكان معي مجموعة من السياح اخذتهم الى سوق الاربعاء الذي يطلق عليه الاتراك اسم (شرشمبا بازار أي سوق الاربعاء باللغة العربية) الواقع بجانب مسجد السطان محمد الفاتح رحمه الله سبحانه وتعالى.
في هذا اليوم سجلت الليرة التركية صباحا حوالي 5٫8 ليرات تركية لكل دولار اميركي واحد، ثم عادت لتنهار منذ فترة الظهر وما بعده حيث سجلت 6٫9 ليرات تركية لكل دولار اميركي واحد.
يومها دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان شعبه لدعم الليرة وكان المشهد صادما حيث اغلقت الطرقات بسبب زحمة المواطنين امام محال الصيرفة والبنوك ومحال بيع الذهب.
اللافت ان من تقدم لدعم الليرة كانوا من كل الاعمار والتوجهات الايديولوجية وفئات وطبقات المجتمع وحتى العرب المقيمين في تركيا والسواح الذين يحبون هذا البلد، حمل الاتراك ما لديهم من عملات صعبة وذهب واستبدلوها بعملتهم الوطنية، حتى ان البعض قام باحراق الدولار الاميركي في الميدان الواقع بين مسجدي السلطان احمد وايا صوفيا على وقع موسيقى عزفتها فرقة التراث العثماني.
ليلا عادت الليرة التركية للتوازن لكن صباح اليوم التالي وكان يوم الخميس على ما اذكر اظهر اهمية وقوف الشعب الى جانب وطنه وقيادته (قيادة وضع الشعب فيها كل الثقة بفضل الله لانها رفعته بفضل الله الى مصاف الشعوب المتقدمة ولم تسرقه بل عملت على تحقيق رفاهيته وتقدمه ورقيه وسعادته)، فسجلت الليرة التركية وقتها رقما مميزا وصل الى 5,3 ليرات تركية لكل دولار اميركي واحد، اي انخفضت من 6٫9 الى 5٫3 ليرات تركية لكل دولار اميركي واحد.
واستمر الامر على هذا المنوال ايام عدة، حيث استطاع البنك المركزي التركي من جمع 44 مليار دولار اميركي (من عملات صعبة “دولار-يورو”، ومعادن “ذهب”، وارتفع الطلب على الليرة فارتفعت قيمتها)، ومما كان لافتا ايضا رفض المحال القبض بأية عملة غير الليرة التركية حيث كان اصحاب المحال يطلبون من الناس خصوصا السياح ان يحضروا ليرة تركية من صراف او مصرف لكي يشتروا منهم ورفضوا التداول بعملة غير الليرة التركية.
نعم، هي ثقة لا اكثر بقيادة حكيمة وحب حقيقي للوطن والشعور بالانتماء اليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى