الرئيس السنيورة :استقبل مخاتير صيدا والمجلس الأهلي لمكافحة الإدمان ومنسقية المستقبل
اعتبر رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة أن هناك من يعمل من أجل ابقاء طرابلس جرحاً نازفاً، ورأى ان هناك حاجة لأن تعمد الدولةالى سحب السلاح من الجميع في طرابلس. ورأى ان التراخي الأمني منذ تفجيري المسجدين دفع بالبعض لأن يحاول ان ياخذ زمام الامر بيده ، ولأن استعمل السلاح للقصاص ممن ليسوا هم مسؤولين عن هذا الامر وقال: هذا أمر مرفوض جملةً وتفصيلا ونعرف انه لا يجوز لا بالقانون ولا بالشرع ولا بالانسانية ..فلا تزر وازرة وزر اخرى ، ومعتبرا ان هذا يشكل مظهرا من مظاهر تردي دور الدولة وحضورها وهيبتها.
كلام الرئيس السنيورة جاء خلال ندوة صحفية عقدها في مكتبه في الهلالية- صيدا على هامش استقباله وفودا من رابطة مخاتير صيدا والمجلس الأهلي لمكافحة الادمان ومنسقية تيار المستقبل في الجنوب .
الرئيس السنيورة رأى انه من غير المقبول ان يؤشر بالأسماء الى الذين اطلقوا النار على أرجل بعض الابرياء ولا يصار الى اعتقالهم ، مطالبا ايضا بالمبادرة لإعتقال الذين تسببوا بحادثة جريمة تفجير المسجدين .وقال:ان الوضع في طرابلس لم يعد بالإمكان مداواته بالمراهم وبالإجراءات الظرفية او العابرة وان هناك حاجة من أجل اتخاذ قرارات حازمة يتم تنفيذها حتى لو اقتضى الامر تغيير رؤساء الاجهزة الامنية والعسكرية في المدينة من اجل ان يسود شعور ان هناك امرا جديدا سيتم تطبيقه ..
وفي موضوع تفجيري السفارة الايرانية شدد الرئيس السنيورة على ضرورة اتخاذ كافة الاجراءات لمتابعة التحقيقات في هذين التفجيرين ، من اجل معرفة واعتقال من دبر هذه العملية وعمل على تسهيلها والجهة التي تقف وراء الانتحاريين ، مؤكدا ان مدينة صيدا بكافة فاعلياتها وابنائها رفضت وترفض هذه الاعمال وتدينها .. لكنه رأى ان ما اوصلنا الى هنا هو ممارسات خاطئة تؤدي الى حالة من التشنج والى حالة من التوتر ، وانه قد يكون هؤلاء من القاعدة ، ولكن هناك ايضا ما يتم فعله لإقحام لبنان في اتون ما يجري في سوريا عن طريق التدخل العسكري المباشر وعن طريق شحن السلاح او ارسال المقاتلين في سوريا .
واعتبر الرئيس السنيورة أن هناك مصلحة وسريعة في ان يبادر حزب الله الى الإنسحاب من سوريا اقتداءً بمصلحته بداية ، وثانيا لمنع المزيد من التدهور في العلاقات اللبنانية –اللبنانية، وبالتالي اتقاء للشرور التي يمكن ان تاتي الى لبنان بمجرد ان فتحنا الابواب على مصراعيها لدخول هذه العواصف والرياح الشديدة الى لبنان ..
واكد الرئيس السنيورة موقف تيار المستقبل المتمسك بالشراكة اللبنانية والعمل من اجل خفض مستويات التوتر في لبنان وضرورة تشكيل حكومة انتقالية لا سيما واننا على وشك مرحلة انتخاب رئيس للجمهورية ، معتبرا أن القضية ليست قضية اعداد وليست هي جبنة لتقاسمها 9-9-6 ، فلا زال هناك قضايا نحن مختلفون عليها تعالوا لكي نأخذها الى المكان الذي نستطيع ان نتحاور بشأنه بالعودة الى الحوار . وقال: سنختلف على هذه الجبنة وفي نهاية الأمر لن يبقى هناك جبنة .
وحول الاتفاق النووي الايراني الغربي رأى الرئيس السنيورة انه خطوة اولى على طريق طويل يجب ان يكون مزروعاً ليس فقط بالنيات الطيبة ، بل وبالجهود الطيبة والجادة .. وان على ايران ان تأخذ قرارا بأنها تريد ان تكون جزءا من المجتمع الدولي ،لافتا الى ان الاتفاق ورفع العقوبات لا ينحصر فقط في موضوع الغاء التخصيب للأغراض غير السلمية ، بل ايضا في احترام ايران للشرعية الدولية . وقال: علينا ان نعمل من اجل اعادة بناء الثقة وبناء التعاون بيننا وبين ايران ، ولكن هذا يتطلب بداية ان تتوقف ايران عن انكار المخاوف لدى الدول العربية نتيجة تدخلها على مدى سنوات طويلة في الشؤون الداخلية للدول العربية وتلك النظرة التي تريد ان تهيمن على المنطقة .
واعتبر السنيورة ان المطلوب من العالم العربي هو بذل الجهد والقيام بعمل نشط سياسي ودبلوماسي مع كل دول العالم لإظهار رغبتنا الحقيقية والصادقة لأن نبني علاقات صحيحة مع الجمهورية الاسلامية مبنية على الاحترام المتبادل وابتعادها عن التدخل في الشؤون الداخلية واي امر يتعرض لسيادة الدول ، وقال: هكذا يصبح هذا الاتفاق خطوة على الطريق الصحيح المؤدي الى تحسين الأجواء في المنطقة العربية وفي علاقتها مع ايران وازالة جو الشكوك وجو هذا التوتر الذي ان استمر سيؤدي الى مزيد من الشرور على كل الأصعدة للجميع.
الوضع في طرابلس
ردا على سؤال حول المستجدات الامنية الاخيرة في طرابلس قال الرئيس السنيورة : لقد كنا نقول دائما ان هناك من يعمل من اجل ابقاء طرابلس جرحا نازفا يستطيع ان يدفعه الى ان تسيل الدماء من هذا الجرح في اللحظة التي يريد , من اجل ابقاء الاوضاع في هذه المنطقة غير مستقر وان يبقي ايضا الاوضاع الامنية في لبنان غير مستقرة .ولذلك كنا نطالب منذ فترة طويلة بان هناك حاجة من اجل ان تاخذ الدولة دورها وان تعمد الى اتخاذ كل الاجراءات التي تؤدي الى سحب السلاح من الجميع من كل ما له علاقة بمدينة طرابلس ، وجبل محسن جزء من مدينة طرابلس ..شهدنا هناك جولات عديدة واتفاقات عديدة لوقف اطلاق النار وبلغ عدد الجولات اكثر من
18 جولة وبالتالي تبين من انها لم تؤت ثمارها . على العكس من ذلك بقي الذين يتولون الشارع ويتولون ايضا حمل السلاح في جبل محسن لا زالوا موجودين لم يتغير شيء . اضافة الى ذلك شهدنا ما حصل في جريمة تفجير المسجدين والتي ذهب ضحيتها اكثر من خمسين شهيد وحوالي الـ500 جريح وبالتالي من خلال التحقيقات تبين من الذي شارك وكان وراء هذه العملية ، وبالتالي لم يجر عمل حقيقي من اجل اعتقال هذه المجموعات التي هي وراء هذا التفجير ، بالعكس اصبح هناك تراخي مما دفع البعض بان يحاول ان ياخذ زمام الامر في يده وهذا امر مرفوض جملة وتفصيلا , ولجأ بان استعمل السلاح للقصاص ممن ليسوا هم مسؤولين عن هذا الامر ونعرف انه لا يجوز لا بالقانون ولا بالشرع ولا بالانسانية ..فلا تزر وازرة وزر اخرى ، وبالتالي شهدنا اليوم محاولة اخرى ايضا للإقتصاص من مدينة طرابلس على ما فعله اخرون ” ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ” .. وبالتالي هذا الامر لا يمكن قبوله وهذا هو احد مظاهر التي تبين عن تردي دور الدولة وحضورها وهيبتها وعدم تحويل هذه القرارات الى فعل جازم تتولاه السلطات الامنية .فمن غير المقبول ان يؤشر بالاسماء على الذين ارتكبوا هذه الحادثة باطلاق النار على ارجل بعض الابرياء ولم يصار الى اعتقالهم وانا البارحة ادنت بهذا الموقف باسم تيار المستقبل كتلة المستقبل النيابية هذا العمل كما ادنا عدم المبادرة من اجل القيام بما ينبغي لاعتقال الذين تسببوا بحادثة جريمة تفجير المسجدين .
واضاف: ما العمل الآن ؟ لم يعد بالامكان مداواة المشكلة بالمراهم وبالاجراءات الظرفية او العابرة وبالتالي ننتقل من جولة الى جولة .. هذا الامر اصبح غير مقبول وبالتالي هناك حاجة من اجل اتخاذ قرارات حازمة وتنفذ ، واذا اقتضى الأمر تغيير رؤساء الاجهزة الامنية والعسكرية الموجودة حتى يسود شعور ان هناك امرا جديدا ينبغي ان يصار الى تطبيقه . اما اذا استمرينا بهذا الاسلوب ، فانما نكون نعد لجولات جديدة وهذا امر لم يعد يستطيع المواطنون ان يتحملوه ، وهذا ليس في صالح الدولة وحضورها واستمرار هيبتها ولا يؤدي على الاطلاق الى معالجة المشكلة بل يؤدي الى تفاقمها ويؤدي بعد ذلك الى توسعها لتشمل مناطق اخرى في لبنان .. يجب ان نتنبه من هذا الموضوع لانه اذا ادى هذا الامر الى اعتقال الابرياء والى معاملة الناس هذا ابن ست وهذا ابن جارية وهذا نعتقله وهذا لا نعتقله ، هذا امر لم يعد ممكنا ويجب ان يكون واضحا للجميع بان هذا الامر يجب ان يتوقف فورا لان ذلك لم يعد مقبولا من قبل الناس .
تفجيري السفارة الايرانية
ردا على سؤال حول تفجيري السفارة الايرانية وحول ان احد الانتحاريين من مدينة صيدا قال الرئيس السنيورة : عبرت عن هذا الموضوع بشكل واضح وصريح , اولا نحن ادنا باللحظة ذاتها هذه الجريمة النكراء التي تتسبب بقتل الابرياء والذي يقوم بهذا العمل هو عمل جبان وهذا عمل ارهابي ومرفوض ومدان ويجب ان تتخذ كل الاجراءات لمتابعة التحقيقات في هذا الشأن …الذي ظننا انه ارتكب قتل ، لكن هناك من هم وراءه ويجب ان تكشف هذه العملية ويجب ان يكون هناك موقفا حازما في هذا الشان لكن ايضا يجب ان نتطلع بشكل واضح الى هذه الاوضاع .
بالنسبة لمدينة صيدا وازاء ان الذي ارتكب هذه العملية من ابناء المدينة شهدنا بوضوح ان هناك ادانة وعدم قبول ورفض لما فعله هذا الشخص اكان من عائلته الصغيرة ام عائلته الكبيرة ام من ابناء صيدا وبالتالي كان هناك موقفا واضحا بادانة هذا العمل ورفضه وبالتالي ضرورة ان يصار الى متابعة كل الذين واعتقال كل الذين يمكن ان يكونوا وراء هذه العملية او تدبيرها او التسهيل لحصولها .
اعود واقول: ما الذي اوصلنا الى هنا ، ما اوصلنا ممارسات خاطئة تؤدي الى حالة من التشنج والى حالة من التوتر وليس هذا الامر فقط ان نرده الى القاعدة ، يمكن ان يكون هؤلاء من القاعدة ويمكن صحيح انهم من القاعدة ولكن ايضا هناك من جوانب ما يتم فعله لإقحام لبنان في اتون ما يجري في المنطقة، والذي لا نهاية له . وكنا قد حذرنا في الماضي بان هذا العمل الذي يؤدي الى اقحام لبنان بما يجري في سوريا عن طريق التدخل العسكري المباشر وعن طريق شحن السلاح او ارسال المقاتلين في سوريا ، هذا امر له اضرار بالغة على اللبنانيين وعلى النسيج الوطني في لبنان ، وبالتالي نحن نعتقد ان هناك مصلحة وسريعة في ان يبادر حزب الله الى الانسحاب اقتداءً بمصلحته بالبداية ، وثانيا لمنع المزيد من التدهور في العلاقات اللبنانية –اللبنانية، وبالتالي اتقاء للشرور التي يمكن ان تاتي الى لبنان بمجرد ان فتحنا الابواب على مصراعيها لدخول هذه العواصف والرياح الشديدة الى لبنان .. ان الحكمة هي ان نتجنب ما يجري في سوريا وان نعمل على تعزيز العلاقات والانفتاح بين اللبنانيين وطرحنا نحن طروحات عديدة وافكار مختلفة وكلها تحت بند اساسي وهو حماية لبنان ، ومنع لبنان من ان ينجرف بنتيجة فعال البعض او اتخاذ القرارات التي ينبغي اساسا ان تؤخذ على صعيد اللبنانيين . كيف ان هناك فريقا لبنانيا الذي هو جزء اساسي من النسيج اللبناني وايضا هذا الفريق اللبناني اي حزب الله الذي جلس مع باقي الفرقاء في جلسات الحوار، وكان اخرها ما جرى التفاهم عليه في ما يسمى باعلان بعبدا ، ودون ان يستشير باقي اللبنانيين ودون ان يقف على رايهم، بل انه على العكس من ذلك يباهي باننا لا ننتظر رايكم لا البارحة ولا اليوم ولا
غدا . ما هي هذه الشراكة.. بالنسبة لنا نحن متمسكون بهذه الشراكة وانه لا بديل عنها ، والذي يتفلت من هذه الشراكة فانه لا يدري ماذا يفعل ، اي لا يعلم الضرر الذي يلحقه بنفسه وبشركائه بالوطن وبالوطن ككل وبالعلاقات الاسلامية- الاسلامية .
يجب ان يكون موقفنا واضحا اننا نرفض هذا التدخل، نؤكد على الشراكة اللبنانية وبالتالي نعمل من اجل خفض مستويات التوتر في لبنان . ولذلك كان لنا اقتراحات على مدى هذه الفترة الماضية من اجل الخروج من هذا المازق الذي نحن فيه بالنسبة لموضوع تاليف الحكومة بالطريقة التي نقترحها. القصة ليست قصة اعداد، القصة نظرتنا الى لبنان ودور لبنان وعلاقته في محيطه وعلاقة اللبنانيين فيما بينهم. ليست هي جبنة لتقاسمها 9-9-6 ،ولا زال هناك قضايا كثيرة نحن مختلفون عليها . تعالوا لناخذ الامور التي يوجد انقسام حولها الى المكان الذي نستطيع ان نتحاور بشانه ، مع اننا لم ننجح حتى الان في ان نصل الى نتائج يصار الى تطبيقها ، اتفقنا على عديد من الامور في جلسات الحوار ولكن اما جرى العودة والتفلت منها او انه لم يجر التقيد بها والعمل على تطبيقها . نحن نقول بالعودة الى الحوار لأن هذه وسيلة اننا نتواصل مع بعضنا ونظل متمسكين بالشراكة الوطنية ، ونظل نلتقي ونتحدث ، لن يحصل نتيجة سريعة ، ولكن على الاقل هذا الامر يجعلنا دائما متمسكين بهذه الشراكة ونمتنع عن اتخاذ اي وسيلة من وسائل العنف الكلامي او غير الكلامي لمعالجة هذه المشكلة .
لكن تبقى هناك قضايا ومسائل تهم المواطنين ، ونحن بهذه الطريقة التي نمشي بها البلد واقتصاده ونسيجه الوطني وأمنه كما نرى ماذا يجري في طرابلس، هو ينحدر يوميا اكثر واكثر وتنحدر معه الدولة وحضورها وهيبتها واحترام الناس لها واحترام الاخرين لها ، وعدم قدرتنا ايضا اننا نعطي صورة عن ان هذا البلد كيف يستطيع ان يحل مشاكله ويطلب من الاخرين ان يساعدوه .. لدينا مشكلة اللاجئين السوريين كيف لنا ان نحلها، عندما نصل الى ان نطالب الاخرين بمساعدتنا ، يقول البعض انكم ليس لديكم حكومة مسؤولة تتولى هذه العملية ،وهناك مسائل عديدة ايضا يجب ان تبت بها حكومة مسؤولة ، ونحن الان امامنا فترة انتقالية وعلى وشك ان تبدا مرحلة انتخابات رئيس الجمهورية . فبالتالي ايضا بحاجة الى هذه الحكومة الانتقالية التي من خلالها نمهد لإنتخابات رئيس الجمهورية ، وبعدها لكي تكون مرحلة جديدة مع انتخاب رئيس الجمهورية . نأمل ان يعود اللبنانيون كل اللبنانيين الى ر شدهم والى تعقلهم والى التنبه الى اي منزلق ينزلقون . ان هذا الامر والظن باننا نستطيع ان نستمر ، بان البلد قادرة ان تبقى لا تسال عن شيء ، وبالتالي تجعل الامور تتفلت أمنيا واقتصاديا وماليا ونقديا واجتماعيا يكونوا واهمين من يفكرون هكذا.. الوضع من سيء الى اسوا ولبنان بحكم ظروفه يقطع بطريقة او باخرى علاقاته مع اشقائه العرب ومع العالم ، وسيصبح بعد قليل ما يسمى دولة فاشلة. فالى اين ناخذ بلدنا بهذا الموضوع؟. اعتقد ان الذين يراهنون على انه بهذه الطريقة اصروا على هذه العملية وبانهم لا يقبلون الا ان ندخل ونفعل ، سنختلف على هذه الجبنة وفي نهاية الأمر لن يبقى هناك جبنة .
الاتفاق الايراني الغربي
*كيف تنظرون الى الاتفاق الايراني الغربي حول برنامج طهران النووي وكيف ترون انعكاس هذا الاتفاق على الساحة اللبنانية؟
منذ اليوم الأول عبرنا بصراحة ووضوح اننا نرحب من حيث المبدأ بهذا الاتفاق ، لأنه فعليا محاولة استبدال اللجوء الى العمل العسكري الذي يؤدي فعليا الى خسائر في الأرواح والممتلكات ويؤثر على المنطقة ونسيجها وعلى تعامل مختلف دول المنطقة مع بعضها بعضا ومع العالم وبالتالي هذا الأمر ليس مفيدا.
دعونا ننظر .. نحن الآن لدينا ما نشر عن طبيعة الاتفاقات ولا ندري اذا كان هناك من اتفاقات سرية ، لكن على الأقل بما نشر من هذه العملية ، طبيعي صار واضحا ان هناك لقاء توقف ايران عن التخصيب في هذه الفترة المرحلية تمهيدا لإتفاق آخر ، وهم قالوا ان هذا الاتفاق لا يعتبر اتفاقاً نهائياً الا عند التوصل الى اتفاق ، فإذاً لا اتفاق الا عند التوصل الى اتفاق نهائي .. وعلى الأقل خلال هذه الستة اشهر تقول ايران انه لم يعد هناك تخصيب وايضا تدمير كل المواد المخصبة التي هي بحدود 20% التي ستدمر وبالتالي انهاء برنامج ايران النووي للإغراض غير السلمية . من حق ايران ان تخصب للأغراض السلمية ومن حق كل دولة في العالم ان يكون لديها تخصيب للأغراض السلمية واستعمال الذرة للأغراض السلمية .
ما هو جوهر هذا الموضوع وما هي المخاوف ..
جوهر هذا الموضوع ان ايران التي كانت على مدى 30 سنة خارج اطار المجتمع الدولي وفي حالة خصام بينها وبين ، كانت هذه الخصومة تزيد ، فجاء هذا الاتفاق ليقول لإيران اننا على استعداد لأن نفتح الباب لإيران من اجل ان تعود الى المجتمع الدولي . ولكن الدخول الى المجتمع الدولي يتطلب طريقة بالتعامل من ايران مع المجتمع الدولي .. اي بعبارة اخرى ان ايران يجب ان تأخذ قرارا حقيقةً.. هذا هو بيت القصيد ، ان تأخذ قرارا بأنها تريد ان تكون جزءا من المجتمع الدولي وان تكون دولة متعاونة مع المجتمع الدولي وليست دولة مشاكسة في المجتمع الدولي .
هذا الأمر وبعبارة أخرى ايضا كما قال احدهم ان ايران عليها ان تأخذ دورا ، هل تريد ان تكون دولة ام حاملة
لقضية بغض النظر عن صوابية هذه القضية بكليتها او بجزئيتها .. فهي لا تستطيع ان تكون دولة وفي نفس الوقت تعتمد شيئا يتنافى مع القوانين الدولية ومع احترام القوانين الدولية ، اي بالنسبة لإحترام سيادة الدول على ارضها ..
خلال هذه السنوات الماضية ، خرجت ايران من حرب ضروس وكان هناك رأي على ما يبدو ان لحماية ايران فأفضل طريقة ان تلجأ الى اسلوب ما يسمى تصدير الثورة الى الخارج ، ولتعطي هذه النظرية لباسها الديني منسجمة مع الأفكار التي تعتمدها الدولة الايرانية ، فكانت نظرية ولاية الفقيه العابرة للحدود السياسية ، وفي ذلك ما يخالف الشرعية الدولية .
اي انه اصبح من يجلس في طهران لديه القدرة على ان يوجه تعليماته واوامره الى اناس خارج طهران ، موجودين في اي بلد من البلدان التي هو يعتقد ان لديه مجموعات في هذا الشأن ، وهذا يخالف الشرعية الدولية . وبالتالي اصبح هناك الحرس الثوري ، والحرس الثوري انبثق عنه حزب الله ، وحزب الله لديه علاقة مباشرة مع سيادة المرشد .. وهكذا ..
اعتقد ان هذه العملية بداية ما يبدو انه جرى ، ان الغاء مشروع ايران النووي للأغراض غير السلمية وبالتالي التدرج في ازالة العقوبات ، هناك عقوبات طويلة عريضة ولا ترفع- وهذا هو القرار وليس نحن تدخلنا بهذا الموضوع – لا ترفع الا اذا تثبت ان ايران تخطو خطوات تدرج ، ليس فقط في موضوع الغاء التخصيب للأغراض غير السلمية ، بل ايضا في كونها جزءا من المجتمع الدولي وتحترم الشرعية الدولية .
من جهة اخرى كان هناك ردود فعل اولية التي هي تعبر عن مخاوف وهذه المخاوف نتيجة ممارسات على مدى عدة سنوات طويلة التي هي من خلال التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وتلك النظرة التي تريد ان تهيمن على المنطقة .
نحن نعتقد ان هذه مشكلة حقيقية ، وان الذي جرى لربما يولد فرصة ، ولكن هذه الفرصة هناك من ينبغي له ان يسعى ليلتقطها واعني بذلك من جانب اول لإيران ،
نحن كدول عربية وكلبنان نعتقد ان بيننا وبين ايران تاريخ طويل وجغرافيا وما يسمى ثقافة ودين وتجارب ومصالح ، وبالتالي علينا ان نعمل حقيقة وبنية صادقة من اجل اعادة بناء الثقة وبناء التعاون بيننا وبين ايران ، ولكن هذا يتطلب بداية ان تتوقف ايران عن انكار هذه المخاوف لدى الدول العربية وتتعامل بما فيه مصلحة لها ومصلحة للدول العربية ، بما يمكنهم جميعا من ان ينشئوا واحة من التعاون المجدي والخلاق لشعوب هذه المنطقة .
اما الظن بأن هذا الأمر ستستمر ايران في فرض سلطتها وتدخلها اكان في العراق او سوريا او لبنان او البحرين او اليمن او في مناطق اخرى من دول العالم ، فبالتالي هذه دعوة لا تنتهي الى الخصام والى الشجار والى هدر الفرص وهدر الثروات وهدر الوقت الذي ليس في مصلحة أحد .
نحن نظرنا في المحصلة الى هذا الاتفاق على انه من حيث المبدأ جيد، وخطوة اولى على طريق طويل ، عليه ان يكون مزروعاً ليس فقط بالنيات الطيبة ، بل مزروع بالجهود الطيبة والجادة .. على الصعيد العربي اعتقد ان هناك جهودا يجب ان تبذل على صعيد الدول العربية لتعزيز التضامن العربي في شتى الحقول وفي عودة مصر الى العالم العربي والسعي الى تعزيز صداقاتنا وعلاقاتنا كدول عربية مع جوارنا ، اعتقد بداية مع تركيا وكذلك ايضا افساح المجال لإيران التي وجدت نفسها في موقع صعب ..
بغض النظر عمن حقق انتصارات ، ودعونا من الأمور التي تستعمل للأغراض الداخلية ولإظهار النظام بأنه حقق انجازات .. لا نريد ان ندخل في انه ضيع 30 سنة وأخذ البلد .. كما ان سوريا قامت بقصة السلاح النووي على مدى 30 سنة وان هذا السلاح يجعل هناك توازنا استراتيجيا بين سوريا واسرائيل ،ـ واذ وجدنا ان هذا السلاح سلمناه في نصف ساعة.. 30 سنة من هذا البناء للناس بأنه ماذا فعلنا وفعلنا وفعلنا ، سلمناه في نصف ساعة لحماية النظام وحماية رأس الرئيس الأسد .. الأمر نفسه بالنسبة لإيران .. القصة ليست الآن قصة تحقيق انتصارات من على من .. هل نستطيع ان نحقق انتصارات سوية لمنطقتنا ، ولهذه العلاقة التي تربطنا سوية .. هذا يتطلب من العالم العربي ايضا ان يبذل جهدا حقيقيا سياسيا في ما يسمى مسعى مبادر وعمل نشط جدا في العمل السياسي والدبلوماسي مع كل دول العالم لإظهار صوابية موقفنا وأحقيته وبالتالي رغبتنا الحقيقية والصادقة لأن نبني علاقات صحيحة مع جوارنا واعني بذلك الجمهورية الاسلامية ، علاقات مبنية على الاحترام المتبادل والابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية واي امر يتعرض لسيادة الدول المختلفة .
هكذا تكون العلاقة وهكذا يصبح هذا الاتفاق خطوة على الطريق الصحيح المؤدي الى تحسين الأجواء في المنطقة العربية وفي علاقتها مع ايران وازالة جو الشكوك وجو هذا التوتر الذي ان استمر سيؤدي الى مزيد من الشرور على كل الأصعدة للجميع.