جنوبيات

اللواء ابراهيم يرعى تكريم طلاب في كوثرية السياد

النبطية – مصطفى الحمود

رعى المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الاحتفال الذي نظمته بلدية كوثرية السياد لتكريم طلاب البلدة المتفوقين في الشهادات الجامعية والرسمية ، وذلك على ملعب المدرسة الرسمية وحضره الى اللواء ابراهيم مسؤول قطاع الزهراني في حزب الله الحاج ابو حسين ناصر الدين، مسؤول حركة امل في الزهراني المحامي كمال حجازي، ممثل المنطقة التربوية في محافظة الجنوب ذيب فتوني، رئيس اتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر، ممثل قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الامن الداخلي الرائد حسين حسن ، مدير مدرسة المصطفى –الشرقية محسن جواد، رئيس بلدية كوثرية السياد علي موسى واعضاء المجلس البلدي ، امام بلدة كوثرية السياد السيد حسن ابراهيم، مدير مدرسة كوثرية السياد الرسمية ابراهيم قاسم،روؤساء بلديات  الشرقية – البيسارية وتفاحتا , وشخصيات وفاعليات وذوي الطلاب المكرمين.

بعد دخول موكب الطلاب المكرمين، ثم النشيد الوطني اللبناني افتتاحا، قدم للاحتفال الشاعر عباس فتوني ، فألقى الاسير المحرر محمد مهدي شعيب كلمة توجه في مستهلها بالشكر الى اللواء عباس ابراهيم “الذي اثبت ان ساحات الجهاد لا تقتصر على اماكن القتال، ولكن باب الجهاد واسع وشامل، وما قام بها سعادة اللواء المجاهد والمقاوم بالموقف وبالكلمة، المفاوض الرجل، الذي نشكره لما قام به من سهر وتعب واثمر هذا السهر بحمدلله اننا الان بينكم، فشكرا لك يا سعادة اللواء، ولعوائل الشهداء الذين انحني واجل واحترم واخجل ان اقف امامهم، فشكرا لتضحياتكم وشكرا لعطاءكم، ومبارك لطلابنا الاعزاء هذا النجاح.

 وقدم رئيس البلدية علي موسى درعا تذكاريا للاسير شعيب، ثم قدمت فرقة الفجر الانشادية باقة من الاناشيد ،

ثم القى  رئيس البلدية علي موسى  كلمة اشار فيها انه ” من جميل الصدف ان يكون احتفالنا التكريمي هذا في اجواء اعياد مجيدة ثلاث، عيد الاضحى، وعيد التحرير الثاني، وعيد الغدير اعادها الله عليكم باليمن والخير والبركات، وان توافق عيد الاضحى مع عيد التحرير الثاني، شهادة معمدة بالدم قدمها شهداؤنا من الجيش والمقاومة ليطهروا جبالنا وجرودنا من الذئاب الغادرة التي ليس لها دين رادع ولا ضمير وازع ، استحلت حرام الله، وحرمت حلاله، وتفنن بارتكاب الجرائم المختلفة حتى استطاعت المعادلة الذهبية ان تقتلع هذه الفئات المتوحشة من جذورها، وتطهر لبنان من رجسها الى الابد ان شاء الله.

ثم جرى عرض فيلم وثائقي بعنوان” الكوثرية بين الماضي والحاضر” ، وكانت كلمة راعي الاحتفال اللواء عباس ابراهيم فقال: ليس سهلا ولا عاديا ان يقف المرء بين أهله وابنائه مكرَّما ومُكرِّما، ليشكر الأوّلين على ما اعطوه، وليُشجع اللاحقين وينبههم على استثمار ما بين ايديهم من حبٍ وعطاء، قبل ان تأخذهم دورة الحياة وقسوتها إلى حيث قد يتمنون في كل لحظة ان يعيدهم الدهر الى حيث هم الآن، ولا يفعل.

في كوثرية السياد، النور الأول الذي هداني إلى حيث أنا. وفيها الحب الأبدي لجنوب يعطي ولا يأخذ. هي همزة الوصل بين صور المُشرَّعة على العالم انفتاحاً، وبين النبطية مصنعاً للعلم، وحاضنة للعمل والعمال.

وقال: لكم أسعدتني الدعوة لأكون بينكم، في حفل يجمع اولاً عيد الانتصار الثاني المضمّخ بدماء شهدائنا الذين حموا بمهجهم لبنان التنوّع والتعدد الحضاري، وثانياً عيد الغدير حيث الامام علي “باب مدينة علم رسوله”، لتكلل  هاتان المناسبتان فرحة بناجحين ومتفوقين، هم ثروة لبنان وضمانته المستقبلية. فلبنان الآن أحوج ما يكون إلى الاستثمار في العلم والمتعلمين، لأن مجد لبنان السابق والآتي، كان دوماً بقدرته على انتاج المتعلمين النوعيين الكفيين، المتنورين والمزوّدين بأكثر العلوم تطوراً. فالعلم لم يكن يوماً بناء مميّزاً انما منهاجاً مميّزاً في الرياضيات والعلوم واللغات. وهذا النوع من العلم والتعليم هما من منحا لبنان سمعته وصيته المميزين في محيطه العربي وحتى على مستوى العالم.

وقال: لقد كان لبنان دائما، بإنسانه العصري المنفتح على كل الثقافات والعلوم، وبإنسانه الخلاّق الذي يحترف استثمار المبادرة الفردية، وأخص بالذكر اساتذتنا المحترمين بأدائهم وحضورهم، إذ انهم ببراعتهم في نقل معارفهم إلى طلابنا استحقوا، وعن جدارة لقب اساتذة اجلاّء، حيث لم يكن التعليم بالنسبة إليهم مهنة بقدر ما هوحرفة، ولم يكن مدخلاً للاسترزاق بقدر ما كان رسالة، فالتحية لهم، والشكر كل الشكر على عطاءاتهم من أفئدتهم وعقولهم، والتي انتجت طلاباً متفوّقين. وقبل هذا وذاك هناك الشكر المستحق للأهالي الذين آثروا تعليم أولادهم على أي ترف كان يمكن ان يعيشوه، فالادراك الفطري لأهمية العلم والتعلم انما يعكس وعياً ثابتاً بأن السبيل إلى العزّة والمنعة، وبقدر ما يستدعي بذل الأرواح في ميادين القتال، فإنه يعني أيضاً استكمال المناعة بالحد من التسرّب المدرسي، وبتوسل النجاح العلمي في شتى المجالات الاكاديمية، لأن الدول القوية تقوم على سلسلة متماسكة من العلماء والعاملين والجنود والتجار والصناعيين والمهنيين.

وقال: ان ثلاثية احتفاليتنا هذه تستدعي الوقوف على واسطة عقدها – أي عيد الغدير – لنردد مع معالي الوزير السابق الشاعر جوزيف الهاشم عن الامام علي عندما قال “ليس الامام فتى الاسلام وحدهم”. فهذا الامام، بما شكله عبر التاريخ من نموذج للانفتاح والتعاون والتضحية والايثار حتى صار مأثرة يُنسب إليها ويُقاس عليها نُبل الأفعال. وما أحوجنا إلى نهج امامنا ونحن نحتفل بعيد التحرير الثاني من ارهاب متأسلم، لا يمثل إلا من زعمه وقاتل في صفوفه واذى كل بني البشر من دون استثناء، لأننا بحاجة إلى الفطنة لإسقاط الفتنة، وليس إلى شحن النفوس.

وقال: ان الانتصار وتحرير جرود عرسال الحبيبة وبعلبك والقاع العزيزتين والغاليتين، هما محطتان من محطات التضحية الكبرى على طريق بناء لبنان الدولة القوية بحدودها، التي لم يعد مسموحاً ان تكون مستباحة او مفتوحة لجعل البلد ملعباً او متجراً سياسياً، فلبنان لم يعد لهواة المغامرات، وما بنيناه بالدم والجهد والوحدة الوطنية لن يبدده تجار المذهبية والمواسم الانتخابية، فالعيش بسلام وباستقرار هو قاعدة حقوقية وليس منّة من أحد، وكذلك هو واجب على القوى السياسية ان تؤديه للبنانيين جميعهم وبكل مكوّناتهم.

وقال: ان احتفالنا بالناجحين والمتفوّقين، الذين سينتقلون الى الجامعات والكليات او المعاهد الفنية والمهنية، هو الأمل بفرح آت إذا ما أحسنّا كمجتمع في الاستثمار في التعليم، خصوصاً التعليم الرسمي الوطني الذي يشكل حاضناً جامعاً، فضلاً عن كونه يوفر الملايين على الأهالي بما يساعدهم على توفير العيش الكريم واللائق، وكذلك الانفاق على ابنائهم لتحصيل العلوم العليا والنوعية التي تميّز الدول والشعوب الراقية.

بعد ذلك  وزع اللواء ابراهيم وموسى ومكي شهادات تقديرية على الطلاب المكرمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى